الجمعة، 25 يوليو 2008

العنوسة تلاحق الكفاءات


العنوسة تلاحق الكفاءات



بقلم: المهندس عبد الله كريم الشحماني

قد تذهب بعيدا جدا جدا عندما تقرأ العنوان – ولكن ما ان تدخل في صلب الموضوع تجد نفسك في مأتم نصبه أهله من أصحاب العلم والكفاءات والإبداع لأنفسهم وإخوانهم– الذين استبشروا خيرا بعد سقوط النظام البائد في ان يأخذوا مكانتهم العلمية الاستحقاقية والنهوض بهذا البلد الى مصافي الدول المتقدمة وجره من الظلمات الى النور– ولكن فوجئنا بما لم يكن متوقع بالمرة.

فمرة أخرى يتلقى أصحاب الكفاءات صفعة حديدية اخرى نافذة الى الأبدان والعقول ومؤلمة للمشاعر النبيلة عندما أصبحوا قاب قوسين او أدنى يلزمون البيوت ويتفرجون على العراق تلتهمه الآفات والنوائب وتقلبه الجهالة كيفما تشاء ومتما تشاء.

الحقيقة إن مأساة العراق هذا اليوم ليس في كيفية استغلال موارده ولا في طاقاته البشرية ولا في تمويله بالأموال حتى نتعاقد مع بعض دول الجوار لتشغيل استثماراتها وأيديها العاملة في العراق وبلدنا متخم بالأيدي البطالة والعقول المتقاعدة – بل الأمر يتعدى ذلك بكثير – فقد رأينا كل دول العالم النامية منها والمتطورة عندما أرادت توديع الماضي بكل آلامه وآهاته وفضلاته – باشرت ببناء صرح المدنية الخلاقة بخطوات جريئة متواترة ومنسقة وجميلة أولها (بناء النخبة من اهل العلم وقادة العراق في المستقبل) وحمايتها ورعايتها من أورام التخلف ودعمها بكل اسباب الدوام والاستمرارية والإبداع – وهذه النخبة هي صفوة الخبرات والطاقات والكفاءات العلمية التي تستطيع تغير وجه العراق والنهوض بمستوى الخدمات الأساسية وترسيخ البنى التحتية التي لازال يحلم بها المواطن لحد الان.

أين هذه الطاقات والكفاءات – اين العقول السليمة – اين هؤلاء كلهم – هم اسارى البيوت – يتسامرون مع مكتباتهم خجلى- متهمون بالنزاهة والأمانة - عصية عنهم شهوات الدنيا في ان تسلبهم بهاءهم وتراثهم وحياتهم الأبدية.
انهم كالعوانس اللاتي لم بفرطن بجمالهن وشخصيتهن وتاريخهن – فاثروا البقاء في البيوت على التجوال في أسواق النخاسة والوساخة والنفوس الرخيصة – تأتيهم الدنيا يمينا وشمالا تريد أن تسلبهم لباس التقوى والعفة والآدمية فيأبوا ان يذهبوا معها واحتشموا بكل قيم الماضي وأخلاقياته – انهم مبدعي العراق وكفاءاته وبناته الحقيقيون- اقبل والله وجناتكم وامسح على أكتافكم لا أكتاف غيركم .
انكم عوانس العلم والبناء هذه الايام – وسيزوجكم العراق باحلى عرائس الحضارة والمدنية وستزفون الى مواقع العمل والبناء كما يزف المؤمن الى حواريه .
اما انتم يامن سلبتم وشاح التمدن والكمال منهم فذوقوا تآمر فعلتكم واحفروا قبوركم بأيديكم تنبذكم المدنية بكل عناوينها وسيرفسكم الدهر رفسته المعروفة الى المزبلة الزرقاء.
موقع الظافر من السماوة ...
samawahonline@yahoo.com
samawa_the_gold@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: